Skip to content Skip to footer

عن أبنية الدير

وراء الكنيسةِ مغارةٌ طبيعيّةٌ صغيرةٌ في الصخر تحوَّلت بعد العثور على رفات شهداء حمطوره سنة 2008، إلى كنيسة على اسم .القدِّيس باييسيوس الآثوسيّ.

فوقها ثلاثُ غرفٍ، حُفِرَت لاستخدام الرهبان. إذ كانت قلاياتُ الدير تغصُّ بالرهبان الذين عانوا من قساوة العيش في الجبلِ وقلّةِ التعزياتِ والراحة. يقول الرحالة الروسي باسيليوس بارسكي الذي زار الدير أوائل القرن 18 أن هذا القلايات المحفورة بين طبقتين من الصخر لم يرَ مثلها قطّ إلا في دير خوزيـﭭـا في فلسطين.

قرب الديرِ توجد كنيستان صغيرتان واحدة على اسم النبيّ يوحنا المعمدان وأخرى على اسم رئيس الملائكة ميخائيل. فتقليدُ الرهبانِ يوضحُ أن الراهب يتدرّج في النسك كما كان يوحنا في البرّية متصعِّداً في القداسة ليماثل الملائكة الأطهار.

تحت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وهي كنيسةُ المدافن، نحفظُ عظامَ الرهبان الذين سبقونا وجاهدوا في هذا الجبل المقدّس. التقليدُ الرهبانيّ الأرثوذكسيّ هو أن يُدفن الراهبُ الميتُ في الترابِ مجلَّلاً بثيابه الرهبانيّة الكاملة، وبسبب عدم وجود أماكن كافية لدفن كلِّ الرهبان، جرت العادة أن يُفتح القبرُ بعد ثلاثِ سنوات أو أكثر من الدفن، وتُجمع العظام في غرفةٍ مخصَّصة لذلك.

عُرِفَ الدير في المخطوطات العربية باسم “الديارات”. وذلك بسبب أنّه كان مركز الحياة الرهبانية في الجبل إذ يتفرّع منه عدّة أديرةٍ صغيرة، مثل منسك النبي الياس في منطقة تدعى “الرميلي” عند النهر صعودًا باتِّجاه بلدة طورزا، ومنسك على اسم هامتي الرسل بطرس وبولس في مطلع الدرب إلى الدير. وربما بسبب المدرسة الإكليريكيَّة فيه إذ يخرج منه الآباء ويذهب كلُّ واحدٍ إلى خدمته فيشبهُ بحياته امتدادًا لحياة الدير في العالم.

AR