Skip to content Skip to footer

التسمية

حمَطوره، لفظةٌ سريانيَّةٌ يُرادُ بها “جبلُ الحميَّة”. فالرُّهبان كانوا يجتمعون في الدير للتزهّد فيتدرّبون، وعندما يَجهزون يرسُمُهم الرئيسُ رهبانًا كهنة كونه أسقفًا، ثمَّ ينطلقون للخدمة. ويُشبهونَ في انطلاقِهِم للخدمة تدفُّقَ ماءِ النبع، فلهذه الحركة سُمِّيَ الديرُ «جبلُ الحميَّة أو نبعُ الجبل».

والجبلُ مملوءٌ مناسِكَ كانت تَعِجُّ بالرهبانِ من كلِّ جنسيَّةٍ ولغة. وإذ كانت لغةُ جبلِ لبنانَ السريانيَّة، رَتَّلَ الرهبانُ صلواتِهم الجماعيَّةِ بالسريانيَّةِ واليونانيَّةِ والعربيَّةِ حسبَ طقوسِ الديرِ وترتيباتِهِ الأرثوذكسيّة.

دير رقاد والدة الإله – حمَطوره، الدير الرئيسيّ، وهو الأقدم بين أديرة الجبل. حَوَّلَهُ الرهبانُ من مركزٍ لعبادةِ الأوثانِ إلى ديرٍ على اسم والدةِ الإلهِ العذراء. ولا نعرفُ بالضبطِ متى نشأتْ أوَّلُ رهبانيَّةٍ فيهِ.

أمّا دير القدّيس جاورجيوس – حمَطوره فيعود إلى القرن الحادي عشر، يُذكر في مخطوطات من زمن القدّيس يعقوب الحمَطوري. فوق أحد أبواب الدير، تاريخ ترميمٍ يعود إلى القرن 18. ذكره أيضًا الرحالة الروسيّ باسيليوس بارسكي فالرهبان كانوا يقضون فترة الصيف فيه أمَّا في الشتاء فكانوا ينزلون إلى دير السيدة. لكنّ تعرضهم للكثير من الغزوات خاصة على يد ” الهاجريين” بحسب تعبيره جعلهم يستقرون في دير السيدة محتمين فيه.

موقع الدير

يقع دير رقاد والدة الإله على كَتِفِ وادي قاديشا المبارَكِ النابعِ منْ أرزِ الربِّ والمتعرِّجِ عبرَ جبلِ لبنانَ، بينَ بلدتَيْ كوسبا وراسْكيفا الوادِعَتَين. يرتفع أربعمائة وخمسين مترًا عن سطحِ البحر، ويبعد خمسةً وعشرين كيلومترًا عن مدينةِ طرابلسَ. يمكنك الصعودُ إليه من جهة كوسبا سيراً على الأقدامِ مدَّةَ نصفِ ساعةٍ، في طريقٍ صعبةٍ نسبيًّا، وإرتفاع الديرعن النهر مائتا مترًا .

دير القدّيس جاورجيوس، يقع على قمّة الجبل، يمكن الوصول إليه من دير رقاد والدة الإله، سيرًا على الأقدام في طريقٍ متعرِّجة بين غابات الدير في ساعةٍ ونصف. أو الوصول إليه من جهة زغرتا من بلدتي راسكيفا وكرمسده على طرقاتٍ زراعيَّة وعرة.

AR